فندق أجينور يُمثل أكثر من مجرد إقامة فاخرة؛ إنه تجربة تنقل الضيف في رحلة عبر الزمن، من عصر الأنساب الدمشقية وحتى العهد العثماني وأجواء الدبلوماسية النمساوية، وصولًا إلى العصر الحديث، حيث تجمع روحه بين الأصالة والرفاهية.
الموقع: يقع الفندق في منطقة باب توما، في قلب دمشق القديمة، تحديدًا في شارع مدحت باشا (والمعروف كذلك باسم “الطريق المستقيم” أو Via Recta)، بين أبواب دمشق العريقة: باب شرقي وباب قيسان وباب توما .
التصنيف والخدمات: فندق خمس نجوم يضم 12 غرفة وجناحًا موزعة على ثلاثة طوابق. خدمات الغرف تشمل حمامًا حديثًا، إنترنت لاسلكي، سيشوار، تلفاز فضائي، تليفون أرضي بخطين، غرفة معيشة، فاكس، تكييف، خزنة، مكتب وثلاجة صغيرة. ويحتوي الفندق على مطعم، مقهى، بار، بالإضافة إلى خدمات غسيل الملابس، توصيل من/إلى المطار، وتنظيم جولات سياحية .
الأصل التاريخي: يُعرف هذا المبنى ـ قبل أن يصبح فندقًا ـ بـ”بيت النمساوي”. شيده طبيب من أصل نمساوي يُدعى وردي شان بك، وكان يعد من أشهر أطباء دمشق آنذاك .
العمر المعماري: القصر بُني في الأصل عام 1250م، ليكون مسكنًا لعائلة دمشقية بارزة، وتميز بطراز مستوحى من حضارات الآراميين، والرومان، والفينيقيين، والعرب .
وظيفة دبلوماسية: لاحقًا، أصبح هو مقرًّا للقنصلية الفخرية للنمسا في القرن التاسع عشر، ما عزّز لقبه الشعبي “بيت النمساوي” بين أهالي دمشق .
الترميم والتحويل إلى فندق: أُعيد ترميم القصر بعناية في عام 2010، مع الحرص على الحفاظ على الهوية المعمارية الأصيلة والديكور التقليدي. شارك في عملية الترميم حرفيون متخصصون في النقش، الأرابيسك، القيشاني، وصياغة النحاس والفضة، بالإضافة إلى مهندسي ديكور الداخلية، لضبط توازن فريد بين الأصالة والحداثة .
الافتتاح كفندق بوتيك: افتُتح لاحقًا – بعد الترميم – كأول فنادق البوتيك في سوريا بمعايير فخمة، مع المحافظة على سحر البناء التراثي .
أجواء فريدة: يتميز الفندق بوجود قبو روماني أنيق، إضافة إلى مطعم على السطح يوفر تجربة فاخرة تجمع بين الماضي والحاضر، كما تُعرف باحته بأنه “أرض ديار” لدى أهل دمشق، لما تحويه من فخامة وهدوء لا يضاهى .
لتكتمل الصورة، إليك بعض المعلومات عن هذه المنطقة التاريخية المحيطة بالفندق:
باب توما هو أحد الأبواب السبعة القديمة لمدينة دمشق، بُني على يد الرومان وسُمّي تكريمًا للقديس توما أحد الرسل. أعيد بناؤه في العهد الأيوبي في القرن الثالث عشر .
الحي يعد مركزًا للتراث المسيحي في دمشق، بما فيه مدارس وكنائس قديمة، وشاهد على أحداث تاريخية هامة مثل مذبحة المسيحيين عام 1860. وقد زاره الزعماء الأوروبيون مثل الإمبراطور الألماني فيلهلم الثاني عام 1898 .
دمشق القديمة، بما فيها باب توما، مدرجة ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو منذ عام 1979، رغم تهديدها نتيجة عوامل التوسع العمراني والنزاعات الحديثة .